الخميس، 1 سبتمبر 2011

عيد الفطر في موسكو.. المسجد الكبير يغص بالمؤمنين فينتشرون في محيطه

عيد الفطر في موسكو.. المسجد الكبير يغص بالمؤمنين فينتشرون في محيطه

بواسطة ماريا بانينا (AFP) – منذ يوم مضى

موسكو (ا ف ب) - طرقات مسدودة وتراموي معطل وهتافات "الله أكبر".. احتفالات "أورازا بايرام" (عيد الفطر) تخطت الثلاثاء حدود أكبر مساجد موسكو الذي غص بالمؤمنين.

عشرات آلاف المسلمين، نحو 500 ألف بحسب تقديرات الشرطة، حضروا لتأدية صلاة العيد في هذا المسجد الذي يتسع فقط ل 800 شخص كحد أقصى.

ينتشر في المكان واهبو صدقة ومآدب تقليدية ومتسولون ينتظرون صدقة كريمة بمناسبة هذا العيد الذي يعلن انتهاء صوم شهر رمضان.

فيلفت أحمد غوسينوف (45 عاما) "هذا عيد مقدس بالنسبة إلى جميع المسلمين. وما من مجال لعدم الحضور".

وهذا المجسد الذي يعتبر الأكبر في موسكو لا يلبي حاجات المجتمع المسلم المتنامي في العاصمة الروسية.. فخلال الأعياد الدينية الكبرى يعجز المؤمنون عن الاقتراب من المبنى الأخضر مع الأهلة الذهبية.

ولأن المسجد امتلأ منذ الفجر بالمصلين، اضطر المؤمنون الذين وفدوا لاحقا الثلاثاء للجوء إلى الأرصفة والطرقات المحاذية وسكك التراموي كما تسلقوا الأبنية المجاورة والمصابيح وصولا إلى محطة المترو الواقعة على بعد 500 متر.. وكل ذلك في محاولة للاقتراب أكثر من المكان.

هناك، مئات رجال الشرطة، عشرة منهم على الأحصنة، طوقوا المنطقة المحيطة بالمسجد. وقد أبقوا على بعض الممرات الصغيرة مفتوحة، لا سيما باتجاه المترو، إلا أنهم أغلقوها بعد البدء بالصلاة الرئيسية، ما أثار استياء المارة من غير المصلين.

فتمتعض نينا سافرونوفا (50 عاما) قائلة "لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان. كل شيء مغلق! وفي وسط موسكو أيضا! هذه فضيحة!".

هنا امرأة عجوز عرجاء تحمل عصا وتبكي لأنها تجهل كيف تتوجه... ورجل أربعيني يرتدي بذلة ذات مربعات ينقر بعصبية على هاتفه المتطور الثمين، ويبدو الغضب واضحا عليه. هو فوت موعدا مهما.

من جهتهم، تزاحم المؤمنون في الشارع يحيط بهم رجال الشرطة. لكنهم بغالبيتهم عجزوا عن بسط سجادات الصلاة خاصتهم. ويحاولون الإنصات لكبير المفتين الروس رافيل غاينوتدين الذي كان يتوجه إلى مسلمي روسيا من هذا المسجد.

ويعلن المفتي بشرة سارة: سوف يعاد إعمار هذا المسجد وتوسيعه"، بعدما توفرت الإمكانيات اللازمة "بفضل الله والمسلمين الكرماء".

وعند انتهاء الصلاة يعلو التصفيق والهتافات. وتتوجه جماهير المؤمنين إلى المترو.. البعض يصافح البعض وآخرون يصفرون للتعبير عن سعادتهم.

ويلفت يوري سامويلوف (40 عاما) أستاذ أدب إلى أنهم "غير مسؤولين عن اضطرارهم للبقاء في الشارع من أجل أداء الصلاة. هم بحاجة إلى إقامة الصلاة في مكان ما، وقليلة جدا هي المساجد في موسكو".

في العاصمة الروسية، نجد فقط أربع مساجد متاحة للمؤمنين الذين يتراوح عددهم بين مليون ومليوني مسلم وفقا للتقديرات المختلفة.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، وفد مئات آلاف المهاجرين من أصول تعود إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى وغالبيتهم من المسلمين، إلى موسكو التي كانت تضم أساسا عددا كبيرا من المسلمين.. وما زالت أعدادهم ترتفع.

حقوق الطبع والنشر © 2011 AFP. جميع الحقوق محفوظة. المزيد »




مصلون خارج المسجد الكبير في موسكو في 30 اب/اغسطس 2011 (اف ب, اندري سميرنوف)